اعتقدت كثيرا ان اكثر الم لا يحتمل فى الوجود هو الفراق
لذا فقد كنت اخشى دائما ان يفارقنى احد .. خاصة اذا كان قد اخذ مكانة بداخلى وسكنها بل واحتلها
وحاولت لفترة جاهدة الا تتعمق علاقاتى مع الاشخاص ولا مع الاشياء ايضا
فاقترابهم منى واحتلالهم لى يعنى عدم احتمالى فراقهم اذا ما قدر ذلك فيما بعد
لذا فقد اخترت الزملاء وليس الاصدقاء .. يكفي ان اغلق قلبى على من دخلوه بالفعل
اخترت الابتسامة العابرة وليس الضحكة .. كى لا تظل ذكراها معى دوما
اخترت التخلى عن حجرتى والاكتفاء بوضع كتبى فيها لزيارتها من وقت لآخر .. حتى لا ارتبط بالمكان
تخليت عن وجود زرع اخضر خاصتى .. حتى لا يموت وافتقد استماع وريقاته لأسرارى
اخترت المشاهدة فقط وعدم الدخول فى التفاصيل الخاصة بأى شخص/ شئ قد يجعلنى ارتبط به
ولكن .. هناك البعض الذين لا يتركون لى الفرصة لاختار
فهناك بعض الاشخاص/الاشياء تنفذ الى قلبك من اول مرة تتعامل معها فيها دون ان تدرى سبب دخولها اليك واحتلالها لك
وحقا من اول مرة لا يتركون لى الاختيار ولا يسمحون لى بغير السعادة التى اشعرها اثناء تواجدهم
وحتى الان لا ادرى اى طريق داخلى يسلكه هذا الشخص/الشئ ليحتلنى بهذه الطريقة
ولكنى الان تعرفت على نوع جديد من الالم اكثر حدة والما من الفراق
فكلما داهمنى هذا الشخص/الشئ واعرف انه استطاع ان يخترقنى بهذه السهولة
فلا يتبقى لى الا ان ارجوه عندما يحين وقت الفراق فقط ان يبلغنى او يترك لى رسالة او علامة انه لم يعد يريد مجالستى او الاستماع لى
لا يترك القلق او الانتظار يتلاعب بى .. واقسى من ذلك عدم فهم الرحيل المفاجئ
فهو حقا الم اقسى كثيرا من الفراق .. ان تظل تنتظر بلا فهم فقط كلمة تنهى ما كان
لتكون عزاؤك عندما تتذكر بعد ذلك ما كان من لحظات سعيدة لم اختار وجودها ولم اختار ايضا رحيلها
قيل لى مرة ان ما ياتى سريعا يذهب سريعا .. وانا ادرك ذلك واؤمن به تماما
ولكنى كنت اؤمن ايضا ان ما يدخل سريعا الى القلب يستقر بداخله و لا يخرج سريعا منه
ولكنى بدات اكتشف ان ما اؤمن به لا يتم تطبيقه الا بداخلى انا فقط