لقد سكت جهاز الكمبيوتر عن الكلام
لقد اصبح ساكنا وكانه جماد .. بل هو جماد اعرف ذلك ولكنه اصبح لفترة بالنسبة لى وكأن دبت فيه الروح ليتحدث يتحرك ويتنفس ليصبح جزء من حياتى ومن يومى
ولكنه فضل الصمت فى يوم ما وقد اختار هذا اليوم بعناية فقد اختاره وقت مرضى(كلمة مرض ديه صعبة شوية ربنا يعافينا والمسلمين)
لنقل انها فترة شعر الجسد فيها بالوهن لدرجة انه لم يستطع التحرك
وكأن الكمبيوتر اختار هذا التوقيت بالذات ليرفض التحدث مع احد غيرى .. او يشعرنى انه يعرف ما اصابنى
ولكن بعد مرور كام يوم من حالة الصمت التى اصابت الجهاز كانه عاد لشكله الاول -جماد لا يتحرك- وللمصادفة انى كنت ملازمة للفراش لم اذهب للعمل او الكلية فبدأت اشعر بالفراغ
وبدات ابحث عن ما كنت افعله قبل ذلك .. قبل ان ينشغل يومى بالعمل والكلية والمذاكرة والايميل
لجات الى خزانة ملابسى التى دائما اؤجل ترتيبها لوقت احتاج فيه لترتيب نفسى معها
وبالفعل بدات فى ترتيب الافكار بداخلى كلما تقدمت فى ترتيب الملابس
وسارعت الى الراديو لسماع الموسيقى الكلاسيكية التى طالما عشقتهاوطالما تجددت افكارى على نغماتها الهادئة وبالفعل لم اكن استمعت لها منذ وقت طويل
ادركت انى من فترة تلاحقت على الاشياء لدرجة انى لم اجلس كعادتى مع نفسى لاحلل كل ما مررت به من احداث
بالفعل قد انسرقت من نفسى بمشاغل اليوم والتفكير المتلاحق فى اكثر من شئ بنفس الوقت
جلست لاتحدث مع نفسى ونتصافى سويا
تذكرت الكلمات القاسية التى لا استطيع نسيانها بسهولة
وتذكرت الضحكات والابتسامات التى مرت كالنسمات
ادركت انى برغم خبرتى الصغيرة
قد تكون الاحداث التى مررت بها الفترة السابقة اكثر مما استطيع استيعابه
ولكنى لم اندم على لحظة منها بل اعرف ان كل شئ يحدث له حكمة من الله سبحانه وتعالى
ولكنى اعرف انى سريعة التاثر الى حد ما .. فقد تترك كلمة او رؤية وردة صباحا او طفل يبكى اثر بداخلى لمدة يوم او اكثر
فى نهاية حديثى مع نفسى احببت ان اوجه رسالة لاناس عرفونى وعرفتهم
لا ادرى كم من الوقت مر لمعرفتى بهم او معرفتهم بى
اعرف انه وقت ليس بطويل
ولكنى لم احسبها يوم بالوقت المتعارف عليه .. لم احسبها بالساعات والدقائق
ولكنى احسبها
بعدد الكلمات الصادقة التى تنطقها الشفاه
بعدد الابتسامات التى تظهر على الوجه بدون انذار
بعدد الدموع التى نزلت من العين على استحياء لانها قلما خرجت للنور الا لتدل على جرح تسلل لداخلى
.
.
.
احببت ان اقول
لكل من حسبته صديق وجرحنى بشدة ان الجرح قد شفى واصبح مما يطلق عليه تعاليم وخبرات الحياة
لكل من اقترب منى وكانت كلماته تستقر بنفسى حتى انى احببتها واصبحت لا اقوى على احتمال القاسى منها
لكل من اصبح صديقا كالوردة التى زرعت فى الطريق لتضفى جمالا اكثر على الحياة
لكل من قرات له كلمة جعلتنى اشعر بالسعادة وانى اعرفه منذ سنين
لكل من جعلنى اعرف اشياء جديدة عن نفسى واضاف فى تغيير فكرة بداخلى
لكل من اتذكره وانا اكتب كلماتى هذه ومن لم استطع تذكره الان
لن انساكم ما حييت